دور خطبة الجمعة في التربية والتوجيه

من طرف **سهى بني هاني** السبت يناير 22, 2011 3:37 am

لا تزال الخطابة هي أكثر الوسائل فعالية في نشر الدعوة الإسلامية، حيث أنها تتبوأ في الإسلام مركزاً ممتازاً بالنسبة إلى نشر الدعوة وتبليغها للناس منذ بدء رسالة الإسلام، فالخطبة تبث الأفكار وهي أسرع إلى فهم العامة، وابلغ في التأثير، ولها مفعول مباشر وسريع في توجيه الرأي العام.

لهذا ينبغي أن تهدف خطبة الجمعة إلى تحقيق جملة من الأغراض النافعة منها: الوعظ والتذكير بالله تعالى واليوم الأخر، وبالمعاني الرائعة التي تحيا بها القلوب، والدعوة إلى الخير ومكارم الأخلاق، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بطريقة علمية حضارية لا تنفر المستمعين، وليس للخطيب أن يركز فقط على آيات العذاب وذكر جهنم، بل عليه أن يمزج بين الترغيب والترهيب، وأن يوسع قاعدة الرجاء في عفو الله ورحمته، وأن يبث الأمل في النفوس لكي تستعيد عافيتها في رحاب الله التي لا تغلق بجوارها أبواب التوبة والرحمة، حتى لو كثرت الذنوب، لأن الله عز وجل يخاطب الإنسان بقوله: و«إني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى».

ومن أغراض الخطبة تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام ورد الشبهات والأباطيل التي يثيرها الخصوم بأسلوب مقنع حكيم بعيداً عن المهاترات والسباب ومواجهة الأفكار الهدامة المزعجة بتقديم الاسلام الذي جاء رحمة للعالمين، وانقاذاً للنفوس من التهلكة بما احتواه من مبادئ فكرية وعقدية ونفسية وأخلاقية واجتماعية صالحة لكل زمان ومكان، وهي لا تتعارض مع الفطرة النقية والعقل السليم ومن أغراض الخطبة الناجحة ربطها بالحياة وبالواقع الذي يعيشه الناس وعلاج أمراض المجتمع وتقديم الحلول لمشكلاته على ضوء أحكام الشريعة الغراء، فليس للخطيب أن يعيش في غربة فكرية ونفسية عن واقع أمته، وعليه أن يدرك أنه في زمن جديد له مستجداته فلا بد أن يتزود بالمعرفة وسعة الأفق وألاّ يضيق صدره ذرعاً بالناس في لقائه الأسبوعي معهم، وعليه أن يشعرهم بالمحبة والحرص على هدايتهم بالكلمة الطيبة التي إنْ خالطت شغاف القلوب نفعت وغيرت إلى الأفضل والأحسن والأكمل.

ومن أغراض الخطبة تثبيت أخوة الإسلام ووحدة الأمة الجامعة، ومحاربة العصبيات العنصرية والمذهبية، والبعد عن الطائفية المقيتة وغيرها من الأمور التي تفرق وحدة الأمة، والتركيز على ما يربط المسلم بدينه وأمته ووطنه، مع تجسيد مشاعر الرحمة والإخوة الإنسانية استجابة لقوله تعالى: «يا أيها الناس إن خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم»، وعلى الخطيب أن ينزه الخطبة عن أن تتخذ أداة للدعاية أو نيلاً من شخص، أو احتكارا للحقائق، أو موضوعاً للاتهام والتجريح المكشوف، أو أن تكون محلاً لتوزيع حقائب الفوز بالجنة أو العذاب في النار، وعلى الخطيب الناجح أن ينقح مصادره المعرفية الموثقة، وأن يبعد عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة والإسرائيليات المدسوسة والحكايات المكذوبة والمبالغات المذمومة، وعليه أن يتكلم بالعربية الفصحى المفهومة وأن تترفع الخطبة عن العامية والتكلف والتشدق والتغني ولا تكون طويلة إلى حد يثقل على المستمعين وينفرهم من سماع الخطبة وألاّ تقصر إلى حد يخل بالموضوع ويبتر المراد منه، هذا هو المأمول من دور الخطبة الايجابي في التربية والإعداد والتوجيه، حتى نعد جيلاً سليم الفكر والعقيدة والسلوك، متعاطفاً مع قضايا دينه وأمته.

من طرف **nemer86** الأربعاء يناير 26, 2011 8:42 pm

مشكوره علموضوع وانشالله ربنا يهدينا ويهديكي والجميع لما فيه خير لهاذا الدين

دور خطبة الجمعة في التربية والتوجيه

دور خطبة الجمعة في التربية والتوجيه

رد: دور خطبة الجمعة في التربية والتوجيه